أمريكا ونحن.. موسم الهجرة إلى السؤال!

أيمن الدقر: سوريا
لم تمر العلاقات (السورية ـ الأمريكية) منذ عام 1948 وحتى هذه الأيام بمرحلة يمكن أن تسمى (تقارباً) أو (توافقاً) ولم تعرف سوريا تطابقاً في وجهات النظر مع الولايات المتحدة الأمريكية إلا في قضايا عامة اتفقت عليها شعوب العالم، وكان التوافق كتحصيل حاصل ليس أكثر، كقضية محاربة الإرهاب (مثلاً) ورغم تطابق وجهات النظر (السورية ـ الأمريكية) حول مكافحة الإرهاب، إلا أن لسوريا موقفاً من مفهوم الإرهاب يختلف عن المفهوم الأمريكي، وخاصة فيما يتعلق بالمقاومة الوطنية وحق الدفاع عن النفس.
فمن خلال نظرة شاملة وسريعة للعلاقات (السورية - الأمريكية) عبر هذا التاريخ الطويل نجد أن سوريا لم تكن في يوم من الأيام معادية للأمريكيين، ولم تعلن في يوم من الأيام خصومة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الخلاف كما هو معروف سببته الإدارات الأمريكية المتلاحقة، وكان محوره دائماً (القضية الفلسطينية) وحقوق الشعب العربي الفلسطيني في الداخل والخارج، أضيف إلى هذا الخلاف وبفعل (أمريكي) وليس (سورياً) حرب (حزيران 1967) التي خاضتها (الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل) ثم قضية الجولان، والدعم الأمريكي اللامتناهي (لإسرائيل) الذي تجلى في تبني المواقف الإسرائيلية (مهما كانت على خطأ) كذلك البناء المستمر (لترسانة الأسلحة الإسرائيلية وتدعيمها) بما في ذلك (أسلحة الدمار الشامل) والتغاضي عن كل (الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني) واستعمال حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لصالح (إسرائيل) والحرب الأمريكية الظالمة على (الشعب العراقي) إضافة إلى الموقف الأمريكي غير المنطقي حول (الوجود السوري في لبنان) ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية (السورية واللبنانية) والتي تجلت في (الاستحقاق الرئاسي اللبناني) مؤخراً، إضافة إلى (قانون محاسبة سوريا) غير المبرر مروراً بمشروع (الشرق الأوسط الكبير) وأخيراً ولانظن أنه (آخِراً) قانون (معاداة السامية) والذي قصدت الولايات المتحدة منه أولاً معاقبة سوريا والشعب الفلسطيني (وهو السبب الرئيسي للقانون) متجاهلة أن (السامية) لا تخص اليهود الشرقيين فقط بل تخص كل سكان المنطقة.
إن الشعب السوري بأغلب فئاته وأحزابه سواء الذين هم في (الجبهة الوطنية التقدمية) أم في (خارجها) والذين (يتوافقون) مع سياسات الحكومة السورية أو الذين (يعارضونها) هم على في غالبيتهم (اتفاق) حول الموقف من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال تجاربهم المريرة مع الحكومات الأمريكية المتعاقبة، بأن المشكلة تكمن في الجانب (الأمريكي) وليس (السوري) وسواء انتُخب (بوش) أم (كيري) لا يرون هناك فرقاً كبيراً بين (الجمهوريين) أو (الديمقراطيين) لكنهم يرون إصراراً من قبل الحكومات الأمريكية على (تجاهل حقوق سكان المنطقة، دعماً لإسرائيل) استمر منذ عام 1948 وحتى الآن.
وسواء اختلف السوريون مع حكومتهم أم اتفقوا، لكن إجماعاً سورياً يمثل بغالبيته الشارع السوري برمته يرى أن العداء (الأمريكي) تجاه (سوريا) هو عداء لا مبرر له سوى تنفيذ المخطط (الأمريكي - الإسرائيلي) في المنطقة.
فهل تعيد القيادة الأمريكية حساباتها تجاه المنطقة؟ نشك في ذلك.. (فالمجرب لا يجرب).
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.