افتتاح خط سرفيس فساد-رشوة-باب الفرج

طبعا لم تذكر الكاتبة مصادرها لكن لنقرا
.............................................................................

مريم نجمه
najmeh@wanadoo.nl
الحوار المتمدن - العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31

_ هل تعلم .. أن مديتة دمشق وضعت على قائمة المدن الأكثر تلوّثا في العالم ...
وترزح تحت بيئة سامّة , بزيادة التلوّث عشرة أضعاف المسموح به عالميا , من قبل منظّمة الصحّة العالمية ؟؟
هل تعلم .. أن هناك قتيل كل أربع ساعات في العاصمة السورية ؟ وجريح كل ساعة .. جرّاء حوادث المرور , كما تقول الإحصائيات ووسائل الإعلام ؟؟

هل تعلم .. بأن أمراض الصدر والرئة والربو والتخلّف العقلي تزداد عاما بعد عام ... والمسح الصحّي في دمشق سجّل أيضا حالات مرتفعة في التهاب الحنجرة , والقصبات , والحساسية ..
خاصّة ضمن السوق التجاري , وبين الطبقات المحرومة . غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر .؟؟
كل ذلك نتيجة احتقار أبسط القيم الإنسانية و غياب التنظيم للخطط السليمة والمحاسبة في وزارات النقل والمواصلات والبيئة , ومما زاد في الطين بلّة ".. تخبّط تنظيم النقل الداخلي وعشوائيته وغياب الشفافية وسيطرة السماسرة واللصوص !!؟

هل تعلم بأن أحدث باصات النقل العام هرمة لم تجدد منذ أكثر من عشرين عاماّ ...؟؟

هل تعلم بأن .. أكثر من ( 15 ) ألف سيّارة سرفيس , أ دخلت إلى مدينة دمشق في العقد الماضي , ووظّفت للنقل الداخلي , غطّت أكثر من 160 خطاّ . خدمت الوكلاء ووسطاء التجارة في ( وزارة النقل ) وغيرها من المؤسّسات , أدخلت إلى جيوبهم ملايين الليرات السورية خدمة لمصالح البعض , وزادت في وساخة وتلوّث وفوضى النقل الداخلي , دون أن تحلّ أزمة مشكلة السير والنقل فيها وأرغمت المواطنين على دفع أجور النقل بالسرفيس المرتفعة .؟ ..
ونتيجة لذلك .. حذفت وأبعدت عن الطريق باصات النقل الداخلي عن العمل , واقتصرت على نقل طلبة المدارس وموظّفي الحكومة ..؟؟
تصوّر يا أخي القارئ , هذا العدد الضخم في المدينة الواحدة من سيارات السرفيس , والمشهد أمام إشارات المرور الخانقة والطرق الفاقدة الجسور والمرائب والأنفاق والمخارج المنظّمة , كيف تضخّم وتزيد تلوّث على تلوّث .. كأننا لم ندرس , ولم نستفد من تجارب الدول الراقية , المتقدّمة في العالم !!؟؟
وما زال سكّان المدينة يتخبّطون في مشكلاتهم ومعاناتهم اليومية نظرا لبقاء الطرف المسبب للأزمات هو هو .. والطرق كما هي هي .. دون توسيع وتحديث لإيجاد الحلول الناجعة المدروسة لتتناسب مع زيادة السكّان ووسائل النقل المتعدّدة والمتزايدة ..؟
إن الإختناق المروري لحركة السير داخل العاصمة السورية أصبح مشكلة المشاكل المستعصية على الحل , كغيره من المشاكل والأزمات التي تحتاج إلى ( الدواء العام المجّاني ) - المفقود يظهر من الصيدليات , ولكنه لا يباع في المحلات بل هناك في الضمير والتربية الوطنية والأخلاقية فلنفتش عنه - إخلاص في العمل وتحديث العقل المؤسّساتي بالتعلّم من الاّخرين وتوظيف العلم في سبيل الوطن وليس في تعبئة الجيوب والإثراء الخاص ..!؟
ألم نقل دائما .. أننا لم نأخذ من الحضارة الحديثة سوى القشور والمظاهر .. ونترك ونعمل أنفسنا عميانا أمام الحلول الجيّدة لأنها تؤثّر سلبا أو إيجابا على أرصدتنا في البنوك , وعلى حساب صحّة ورفاهية شعبنا المغيّب والمضطهد تحت حكم الحزب الواحد والعائلة الواحدة التي اّخر ما تفكّر به هو الشعب ومصلحة الوطن والمواطن !!؟

هل تعلم , وهنا الطامة الكبرى , وأكثر من علامة إستفهام ..؟؟؟؟
بأنه تم الإتّفاق مع شركة ( أميران ) الإيرانية , من أجل إدخال ( 1200 ) باص تابع لهذه الشركة إلى دمشق في بداية هذا العام 2007 على أن تستكمل البقية لتصبح ( 5000 ) حافلة نقل سوف توزّع على المدن السورية كافة !!؟؟
وصفقة الباصات ( الصينية ) التي كان المتفق على استيرادها من الصين , هذا المشروع ألغي لأسباب مجهولة , ألغي لصالح الإيرانية مقابل رشوة بالملايين ذهبت لجيوب المسؤولين الكبار .. ؟؟؟

والخوف لدى الجميع أن يتمّ إحتكار قطّاع النقل في سورية إلى الإيرانييّن ( حلفاء وأصدقاء النظام أي إحتلال إقتصادي وبشري جديد , تحت أي إسم ووسيلة كان !!؟؟ وغدا ....... يوزّعون في الوزارات .. والجيش .. .... وووووو الخ في كل مرافق الدولة إي إحتلال تحت أسماء مختلفة , إلى جانب شراء الغزو الإيراني الكثير من البيوت والعقارات والأراضي في سورية !!؟؟؟؟؟؟؟؟

هل تعلم .. أيها القارئ .. أيها المواطن العربي .. والسوري .. أن مشروع قطار السكّة الواحدة , لربط منطقة - القابون ضاحية دمشق الشمالية الغربية � بمنطقة المواساة , صرف النظر عنه ؟ لماذا ..؟
لأنه مكلف ماديّا ..؟؟ يا للعجب ...!!
ووسيلة المواصلات الأخرى " الترام " .. الذي تناقشت بها الدولة منذ الثمانينات لم ينته البتّ في هذا المشروع ولم يكتمل حتى اليوم .. .. لأنه ملكف أيضا ماديّا . حسب زعمهم .؟ ولأن الترام � لا يسمح للصوص والفاسدين بالإستمرار في عقد الصفقات المشبوهة مع شركات السيّارات . ولأنها ثانيا - وسيلة نقل ثابتة ودائمة ورخيصة وفي نفس الوقت وسيلة ربحية ومريحة لحل أزمة النقل الداخلي .. دون أي تلوّث للبيئة هذه الوسيلة التي لا يزال معمول بها حتى اليوم في معظم المدن الأوربية , نظرا لسرعته والمواصفات السابقة ورخصه وهو وسيلة النقل الشعبية الثانية بعد الدراّجة الهوائية ( البسكليت ) ثم يأتي الباص والقطار وأخيرا السيارة الخاصة والسرفيس ..

أين ذهبت مساعدات دول الخليج على مدى عقود , وأموال بنك الإستثمار الأوربي وسيدتهم أمريكا ؟؟.. أين أموال لبنان .. وسرقات وحشيش لبنان وبنوك لبنان ؟ أين خزينة الدولة من الموارد .. والنفط .. أين وأين ؟؟ .. أين خططها فهي تعيش في حالة سلم لا حروب ولا مشاكل سوى التجسّس على الشعب والأحرار ؟
فالحكومة " التقدّمية والإشتراكية " جدا جدا والساهرة على راحة الشعب والمنتخبة ديمقراطيا وتخاف من محاسبة الشعب والأحزاب ؟ ,و التي تعيش التقشّف والشفافية لا تريد أن ترهق ميزانية الدولة , أو تعبث بالأرقام .... أو أن الفساد الذي يلف الحكومة من رأسها حتى أخمص قدميها .. لا يمكن أن يتغير لبقاء البلاد تتخبّط يمينا ويسارا طالما هذه الحفنة الظالمة العفنة والعقلية المافياوية السادية التي تتحكم بالبلد لعقود وعقود متجاوزة المؤسّاسات التي وجدت لخدمتهم فقط ..!!؟؟؟

علماّ أن بيانات حسابات الموازنة العامة للدولة عام 2005 أظهرت أن قيمة رسوم السيّارات خلال ذلك العام بلغت ( 024 . 7 ) مليار ليرة سورية أي بزيادة قدرها 156 بالمئة عن حجم توقّعات وزارة المالية ؟
المهم ..... أن سيّارات السرفيس ستخرج ( أوت ) خارج الخدمة ..
مئات العائلات ستفقد رزقها نتيجة هذه القرارات العشوائية الغير مدروسة , أي بمعنى أن 15 ألف سرفيس سيخرج عند وصول الباصات الإيرانية و 150 ألف مواطن ستقطع عنهم لقمة العيش � كذلك سترتفع تسعيرة تذكرة الراكب الواحد من 2 � 4 ليرة سورية في دمشق سابقا إلى ( 5 ) ليرات سورية تقريبا حسب التسعيرة الإيرانية .. ويقال في دمشق : بأن الذين باعوا ذهب زوجاتهم وباعوا منازلهم عند شراء السرفيس , سيغادرون دمشق مثلما غادرها من قبلهم الكثير إلى الضواحي والقرى أوإلى ا لمدن الأخرى أو الهجرة طلبا للسترة والرزق ..؟؟
وأخيرا .... وليس اّخرا أين المترو .. مترو دمشق - خطة الثلاثين سنة ولم يرى لا التنفيذ ولا النور ؟؟
إن هذا المشروع الحيوي والهام في مدينة يسكن فيها أكثر من خمسة ملايين نسمة � كمدينة حلب كذلك � منذ 1985 بدأ الحديث حول هذا المشروع � المشروع الحلم � في بلادنا � من قبل لجان سوفيتية � وفرنسية . يربط القابون بالمدينة والحجاز , وبعدها أوتستراد المزّة المعضمية ووو. وللعلم إن بنك الإستثمار الأوربي قدّم لهذا المشروع منحة أولى , وثانية بمبلغ أكثر من ( 2.5 ) مليونان ونصف المليون يورو ..؟ هو كذلك معطّل ولم ير النور حتى الساعة ..؟ فأين ذهبت كل أموال المشروع ..؟؟؟
طبعا مال ما فيش !!؟ سرقة .. في .. سماسرة في .. وكلاء وعمولة في ..؟؟
مخلصين .. ما فيش ..؟؟!! إعلانات .. في .. تنفيذ .. ما في ..!!؟؟
مصلحة عامة .. ما في !!؟؟
مصلحة خاصّة .. في كثير .. لصوص .. فساد .. أكثر وأكثر في في في !!؟؟؟؟

والأنكى من ذلك شل عمل نقابات عمّال النقل العام والخاص في " توثيق عقود " السيارات وتنظيمها المقرّر قانونا منذ 1954 قرار رقم 71 لعام 1953 ونقلها إلى مديريات وزارة النقل , تشجيعا للفساد والرشوة المعششّة في أجهزة الدولة وقطع أرزاق 150 ألف عامل في نقابات المواصلات ومكتسباتهم وضماناتهم الإجتماعية .. ؟؟

وأخيرا .. ما الذي بقي من مؤسّسات المجتمع المدني السوري ولم يجهض ويغلق أو يسيطر عليه من قبل لصوص الطغمة الحاكمة التي قضت على كل منجزاتنا الشعبية والإقتصادية والسياسية كاّخر خبر أعلن قبل فترة حل - رابطة الطفولة والأمومة - النسائية سأتناولها في مقال قادم - واليوم : يأتي دور نقابات عمّال النقل , لتهمّش دورها وتسلبه رويدا رويدا لتنقل ( التوثيق) من دوائرها إلى مديريّات وزارة النقل بشكل كامل � علما أن النقابات تقوم بهذه العملية منذ عام 1953 حسب المرسوم التشريعي 71 إلى العام 1953 مرورا بقانون السير لعام 1974 إلى قانون السير والمركبات لعام 2004 . وبالتالي ألغي أي تجمّع ونضال للشغيلة حتى يتلاءم مع صورة المجتمع المشلول و " الفارغ " ككل, وأمام هذا القانون الجديد سيتضرّر 150 ألف عامل وعائلاتهم وخاصة العاملين في القطّاع الخاص , وسيحرمون من الخدمات والضمانات الصحيّة والإجتماعية ....
ولهذا .. عندما تسرق معظم الأموال المخصّصة لهذه المشاريع والمساعدات التي قدمتها الدول الأجنبية والعربية وغيرها .. وتجمّد جميع مشاريع تطوير النقل العام إلى إشعار اّخر .. ماذا ننتظر .. سوى إفراغ الخزينة وامتلاء الجيوب وزيادة اللصوص . وتفاقم الأزمات الخانقة في جميع مناحي الحياة في سورية
...؟؟
واقع محزن .. ومزري .. بيئة ملوثة .. كوارث مرعبة .. ضد الطبيعة والإنسان .. في سورية العزيزة عاصمة العلم والنظافة والحضارة دمشق ...... ولا حلول ناجعة في الأفق ... , بل شللية وشللية كسيحة متخلّفة .. كالسلطة التي تغتصب الوطن .. وتاريخه .. ومنجزاته ...!!؟؟
ولهذا .. يستمرّ الإنحدار نحو الفقر والبؤس والحرمان حتى بلغ وفق الإحصاءات العالمية 60 بالمئة من شعبنا المسلوب الحرية دون خط الفقر ...؟؟
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.