1+1=2

في الصباح نظرت الى المرآة وبدأت ألوم الله
لما لم تهبني وجهاً أجمل أه ليت لي عيون تلك
و فم الاخرى ونقاء وجه الطفل وبدأت و لم أنتهي
من ملامة الله لأنه لم يمنحني وجه أنافس
فيه الأخريات دوماً نبحث عن الأجمل نريد تقليدهم
ولا نرضى بوجوهنا لما؟؟
هكذا خرجت من البيت وأنا أسأل الله لما؟؟
التقيت صديقتي وبدأنا نتحدث عن الامتحانات
كيف التحضير ؟ كيف العزيمة الكل يشكو بأن الله
يعذبنا ليته يخبرنا بما سيأتي بالامتحان يعني شوية
الهام ما بيضر بالعكس بتريح الطلاب…
وهيك كملت مسيرة ملامة الله
حتى نبهتني صديقتي انظري الى الخلف
هناك حيث تجلس امرأة تحمل طفلها الصغير
نظرت للحظة .لحظة هي ولكنها تحمل
رسالة صامتة عميقة من ربي الذي أزعجته
عند الصباح بدل أن ألقي السلام على ربي
و أشكره لأنه منحني هذه النعم الكثيرة
رحت أزعجه بكلامي وسؤالي لما؟؟
حينها فهمت أن الله لم يجمعني بهذه المرأة
التي تحمل طفل في الثالثة من عمره له وجه
أحمر ربما احترق احتراقاً أو ربما هو خلقة من الله
لا أعرف كل ما أعرفه أنني حين نظرت الى وجه
الطفل أحسست بأنني مجرمة بحق نفسي
و بحق الله الذي بدأت نهاري بسؤاله و ملامته كان جواب
الله قاسي و لكن ليس أقسى من سؤالي
لا ليست صدفة لا أؤمن بالصدف ليست الصدفة
جمعتني بوجه هذا الطفل لا ليست صدفة
أؤمن بالرسائل ( رسائل الله العميقة الصامتة)
هزتني هذا الصباح لدرجة أنني بقيت أكثر من ساعة
مذهولة …أعترف أنني في لحظات رغم حبي لله
أضعف و أفكر بطريقة بائسة رسالة الله اليوم
حملت جواب لسؤالي لما؟؟ لم تمنحني وجه أجمل
فكان جوابه بوجه ذاك الطفل
ولكن حتى في قرأتي للرسالة أخطأت خطأ أكبر بكثير
نظرت بدهشة (( هذه الدهشة التي أمقتها))
لماذا أندهش كطفل في الخامسة من عمره ؟؟
طفل تعلم أن كل الوجوه كاملة
و من قال أن كل البشر يملكون يدان و قدمان
لا أعرف لما أتصرف كطفل مازال يندهش ؟؟
ما زال يستغرب رؤية الاخر الذي يقال أنه (( معاق))
ربما لأن كلمة معاق قاسية ..قاسية جداً
لدرجة أننا بلا شعور ننظر الى حاملها بقساوة
أكثر من قساوة (( معاق))
لما خلقوا هذا الحاجز بيننا و بين الأخر
لما يعزلوهم في مكان و يدعونا نعيش في مكان أخر
لا أتذكر أنني خلال مرحلة الابتدائية رأيت طفلاً
لا يملك يد أو طفل لا يمشي لدرجة أنني ظننت أن كل
أطفال العالم متشابهون لما علمونا أن نعد على أصابعنا
وحتماً نتيجة العد عشرة ارقام يعني عشرة أصابع
مازلت أتذكر حين رأيت لأول مرة طفلة تملك سبعة أصابع
كيف نظرت اليها بنظرة دهشة و استغراب !!!…
للأسف ما زلنا نستغرب كطفل تعلم أن جسم الانسان
يتألف من قدمان للمشي ويدان لأكل و عشرة أصابع للعد
و..و…الى أخره كله هكذا لا لم نتعلم
أن الحياة اختلاف ..تنوع ..و أن الخير موجود في كل إنسان
مهما كان شكله و لونه كيفما كان له ذات الحقوق
و كما نقبل أن الطفل بشعر أشقر مثل الطفل بشعر أسود
علينا أن نتعلم كيف ننظر
لطفل بعشرة أصابع كطفل بأقل من ذلك دون دهشة
دون نظرة قاسية دون أن نجرح الآخر سواء عن قصد أو عن دون قصد
فالجرح واحد هنا لا تنفع حسن النية هنا وحدها نظرتنا إما تجرح أو تداوي
كم سببت الاذى للبعض دون أن أقصد ذلك
نظرتي ..نظرة طفل تعلم للأسف أن الحياة بلون واحد وشكل واحد
….
اليوم رسالة الله كانت قاسية
جعلتني أدرك أنني أمتلك فكر مشوه بدرجة أكبر من وجه ذاك الطفل
لم أتعلم سوى الجمع 1+1=2
حتى هذه لم أفلح فيها لم أتعلم الجمع سوى بالرياضيات
أما في الحياة لم أتعلم كيف أجمع بيني و بين الاخر لنصبح أقوى
هذا الموضوع طويل جداً
ربما أتابع الكتابة عنه في مرات لاحقة
…………………………………………………………
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.