دفاعا عن حرية التعبير والكتابة

مقالة الأستاذ مأمون الطباع التي تصدرت نشرة كلنا شركاء يوم 14 تموز تطرح عدد من الأفكار التي لا يمكن أن نمر عليها بدون توقف وتدقيق.
كتب الأستاذ الطباع مقالته احتجاجا على نشر مقالة لكاتب آخر هو نبيل فياض في نفس النشرة قبل يومين، وأعلن أنه لن يقرأ النشرة قبل أن تنشر اعتذارا بالخط العريض عن نشر مقالات الكاتب الآخر.
وفي متن المقالة أطلق المحامي مأمون الطباع سيلا من الاتهامات بحق الكاتب نبيل فياض، وشملت الاتهامات أن مقالته تضرب كل الخطوط الحمر، وأن أفكار وتحليلات الكاتب لا تخدم إلا أشد أعداء وحدتنا الوطنية. واعتبر ضمنا أنه يسعى لبث الفتن الطائفية والمذهبية في الوطن العربي منذ نصف قرن. ثم أضاف أنه لو نشر المقالة في إحدى الصحف الغربية أو الشرقية أو حتى في إسرائيل لخضع لمحاكمة تؤدي به إلى غياهب السجون. وتساءل عن الذين ورطوا النشرة في هذه الفعلة. وختم مقاله أنه لن يناقش الكاتب الآخر وطلب من القراء أن لا يناقشوه أيضا (هذا ما كتبه فعلا)، وأصدر تهديده بالتوقف عن القراءة والكتابة في النشرة إذا لم تعتذر لقرائها بالخط العريض عن الخطأ الذي ارتكتبه، والذي يتعارض (برأي الأستاذ الطباع) مع شعارها.
بعد قراءة هذه المقالة عدت إلى عدد النشرة الصادر قبل يومين لأبحث عن مقالة نبيل فياض، فوجدت مقالة كنت قد قرأتها على مرآة سورية ونشرها لاحقا موقع قضايا عربية. عنوان المقالة هو (من يحمينا في بلادنا: الطالبانيون الجدد في سوريا) وفيها يستعرض الكاتب قصصا من التاريخ الإسلامي، ويربط بينها وبين ممارسات حالية للنظام السعودي الوهابي.
ويستطرد نبيل فياض في شرح تأثير النظام السعودي على مجتمعنا، ويلاحظ وجود قوى مأجورة تستورد تيارات إرهابية إسلامية إلى سورية متخلية أن هذه التيارات الإرهابية قابلة للاستخدام ضد أمريكا أو إسرائيل. يطلق نبيل فياض صفة الوحوش على الإرهابيين، ويسأل القوى التي تستوردهم عن مصيرهم ومصير سوريا إذا توقف النضال الخارجي. ثم يورد بعض الشواهد على وجود هذه التيارات وعملها في سوريا، ويسرد تجارب شخصية تعرض لها في نشر مقالاته وكتبه سابقا من قبل هذه التيارات التي زورت له تهما متعددة كادت تودي به إلى السجن. وفي الختام يقول نبيل فياض "نحن نعيش في سوريّا على حد الخنجر: فمن جهة بعض المسؤولين الذين لا همّ لهم سوى تجميع أوراق النقد، ومن جهة، الوهابيون الذين لا همّ لهم أيضاً إلا تصفيتنا بكل ما أوتوا من قوّة ومن نقود. " ويحذر من استبدال الأقليات العلمانية والمسيحية بنماذج طالبانية.
لم أجد في هذه المقالة ما يستحق ثورة الأستاذ مأمون الطباع، إلا إذا كان الأستاذ الطباع منزعجا من حرص نبيل فياض على وجود وحرية الأقليات، أو من مطالبة نبيل فياض بإغلاق سوريا أمام التنظيمات الإرهابية. ولأنني لا أعرف الأستاذ الطباع، فأنا أتمنى عليه أن يوضح لي بشكل موضوعي أيا من الاتهامات التي ساقها عن مقالة الأستاذ نبيل فياض، مثل:

 

- أن مقالة نبيل فياض تضرب كل الخطوط الحمر، وخصوصا الوطنية.
- كيف تخدم أفكار وتحليلات نبيل فياض أشد أعداء وحدتنا الوطنية
- ما الدليل أن نبيل فياض يسعى منذ نصف قرن على بث الفتن الطائفية والمذهبية في وطننا العربي.
- ما هي المخالفات القانونية التي يجدها في مقالة نبيل فياض والتي يمكن أن تؤدي به إلى السجن في أية دولة غربية أو شرقية، أو في إسرائيل. ولماذا لا تؤدي هذه المخالفات المفترضة إلى السجن في سورية.
- كيف تحول مجرد نشر مقالة لكاتب سوري إلى ورطة لمن نشرها؟
- ما هو الخط الأحمر الحكومي وما هو الخط الأحمر الوطني الذي يطلب الأستاذ الطباع منا جميعا أن نقدسه ونعتبر تجاوزه من المحرمات، وهل تعتبر كتابة المقالات والتعبير عن الآراء تجاوزا لأي من هذين الخطين الأحمرين.
لا يسعني إلا أن أستغرب كيف يكتب محام معروف مثل الأستاذ مأمون الطباع مثل هذه المقالة، ويرفض أن يرفقها بأي دليل على ادعائاته، بل ويطلب من الآخرين أن لا يناقشوا المقالة التي يعلق عليها حضرته.
وختاما، فأنا أرى أن مقالة الأستاذ نبيل فياض تحوي دفاعا عن الوحدة الوطنية وتنبيها لخطر كبير يجتاح سوريا ممثلا بتغلغل التنظيمات الإرهابية في المجتمع مدعومة بأموال وتخطيط وسياسات خارجية. وأشكر نشرة كلنا شركاء وكل المواقع الوطنية السورية (ومنها موقع مرآة سورية و موقع قضايا عربية)التي قدرت أهمية المقالة ونقلتها من موقع الناقد. وآمل أن تستمر نشرة كلنا شركاء في الالتزام بشعارها المعلن، وتنقل لنا مقالات تمثل كل الآراء والأفكار في سوريا، بما فيها آراء المحامي الطباع وآراء الأستاذ نبيل فياض.
الأيهم صالح
www.alayham.com

يمكن الاطلاع على مقالة الأستاذ مأمون الطباع في نشرة كلنا شركاء يوم 14 تموز، ومقالة الأستاذ نبيل فياض في نشرة كلنا شركاء يوم 12 تموز.

التعليقات

الأيهم

من يحمينا في بلادنا: الطالبانيون الجدد في سوريّا؟ نبيل فياض : موقع الناقد لا ينكر أحد أنّ النظام في ما يسمّى بالمملكة العربيّة السعوديّة، التي تنبّأ زلماي خليل زادة بتقسيمها إلى دولتين شيعيّة غنيّة وسنية فقيرة عام 2005، يتخبط الآن ضمن دائرة صغيرة من الإحباطات الخانقة التي لا يبدو أن ثمّة مخرجاً على المدى المنظور منها: الجحيم الذي أدخل السعوديون والوهابيون أنفسهم ـ والمنطقة ـ فيه. تشخيص الأزمة السعودية القاتلة سهل للغاية؛ ولا حاجة بنا إلى الذكاء الخارق كي نضع أصابعنا فوق الجروح النازفة: لا يمكن اجتثاث الإرهاب دون اجتثاث للبنى المعرفيّة المنتجة للإرهاب. لكن الواقع يقول، إن الإسلام عموماً ديانة قامت على الإرهاب ورفض كافة أشكال وجود الآخر المخالف: هل يمكن أن ننسى ما فعله الصحابة بامرأة عجوز اسمها أم قرفة، التي ربطت بدابتين وشقت إلى نصفين، مهما كانت الأسباب؛ وهل نتذكّر حادثة العرنيين الذين قطع النبي محمد أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ورماهم في الحرّ حتى ماتوا، مهما كانت الأسباب؛ وهل ننسى الاغتيال الإرهابي لشاعر يهودي تجرّأ على هجاء النبي ذات مرّة؛ وهل تناسى التاريخ، إذا تناسى الناس، قصّة الجاريتين اللتين كانتا تغنيّان، بأمر من مالكهما، أشعاراً بهجاء النبي، الذي أمر بدوره حين غزا مكّة، أن تقتلا وإن تعلّقتا بأستار الكعبة؛ وهل ينسى أيضاً ما فعله النبي ببني قريظة حين أمر بالكشف عن عانة كل ذكر منهم ـ النساء، كالعادة، يسبين ـ فإذا اكتشف أنه أنبت، قتل؛ وهل يمكننا أن ننسى ما فعله المسلمون، بقيادة خالد بن الوليد، فيما سمّي بحروب الردّة، خاصة جريمة قتل مالك بن نويرة، الذي قتله خالد لأنه أعجب بزوجته فاغتصب المرأة ليلة ذبح زوجها وصنع من رأس القتيل إثفية قدر؛ وهل يمكن أن ننسى ما كتبه البطريرك صفرونيوس عن العرب البرابرة الذين غزوا القدس في زمنه؛ وهل سكت الزمان مرّة عن تذكيرنا بأحكام أهل الذمّة ومواقف أسوأ منظريّ الإرهاب في تاريخ الكون، الحاخام ابن تيميّة، من المخالفين له في الرأي بمن فيهم بعض المسلمين؟؟؟ النظام السعودي، منذ نشأته الأولى، بنى كل ادعاءاته بالأولوية على هذا التراث الإجرامي غير الإنساني؛ وغسل دماغ أجيال كاملة من أن دينهم هو دين الله الوحيد وأنهم هم ورثة الله على الأرض ولا يجب في هذه الحالة السماح لغير أتباع إلههم أن يرثوا شيئاً: هل تكفي الإشارة إلى فكرة دار الإسلام ودار الحرب التي سوّق لها النظام السعودي ـ الوهابي على نحو مملّ؟ بالمقابل، فالمجتمع الدولي لا يمكن أن يقبل الآن بهذه التوافه الإجراميّة خاصة إذا عرفنا أن تأثيراتها القاتلة تكاد أن تطيح بالعالم كلّه. لا مانع لدينا، في أي مكان في العالم، من أن يقفل أحدهم عقله وعينيه ويدعي أن الشمس لا تشرق؛ لكننا سنمانع حتماً أن نجبر على أن نقفل عقلنا وأعيننا كي لا نرى الشمس المشرقة. مع كل الأزمات التي تكاد تطيح الآن بالنظام السعودي لتحالفه العضوي مع الحركة الوهابية، فهنالك في سوريا من يعيش خارج الزمان والمكان محاولاً بكلّ طاقاته استيراد أسوأ ما أنتجته الوهابيّة على مرّ الزمان، تحت رايات نضاليّة هذه المرة: ونقصد بذلك الطالبانيّة. في سوريّا الآن نوع من التغاضي ـ إذا لم يكن التحالف ـ مع تيارات الإرهاب الإسلاميّة على اعتبار أن تلك التيارات قابلة جدّاً للاستخدام ضد كلّ ما هو غربي أو إسرائيلي: فهل يعرف أولئك الذين يستوردون هذه الوحوش، في بلد تعددي للغاية كسوريا، ماذا سيفعلون بوحوشهم في حال تم التوصّل إلى حل سلمي سوري أميركي إسرائيلي؟ هل تساءل أولئك عن مصير سوريّا في حال توقف النضال الخارجي واضطرار الإرهابيين الإسلاميين البحث عن منافذ جديدة لطاقاتهم المتأججة؟ إن حديث جماعة القاعدة عن توقف استخدام سوريّا كمعبر يعني ببساطة أن سوريا كانت تستخدم معبراً للقاعدة حتى تم إلقاء القبض على بعض القاعديين ومعهم أكثر من عشرين مليون دولار! وهل هنالك قاعديون نائمون آخرون غير أولئك الذين تمّ القبض عليهم، خاصة وأن من يمشي في شوارع حلب أو دمشق لا يفشل في ملاحظة وجود كثير من العناصر ذات المظهر القاعدي من سوريين وغير سوريين؟ هنا لابدّ أن أكرّر أن ما حصل معي في سوريا، ككاتب علماني، من التيارات الإرهابية الإسلاميّة المتحالفة ـ المتواطئة مع بعض الدولة، يكشف بسهولة هائلة أن الانفجار الذي يحرص بعضهم على تأجيله، قادم لا ريب. ففي مسيرتي الأدبية الفكرية كانت قناعتي أن مواجهة البنى المعرفية الإرهابية لا تكون بالسيف والبندقية: بل بكشف الأصول المتداعيّة لهذا التراث الذي يدعونه بالمقدّس. من هنا كانت نقاشاتي مع بعض رجال الدين السوريين وردودي التي أعتقد أنها موضوعية على ما طرحوه من آراء. حتى جاء النجاح المدوّي لأحد أعمالي، "يوم انحدر الجمل من السقيفة"، الذي طبع في دمشق ست مرات في خمسة أشهر! ولأن المشايخ أفشل من أن يردّوا موضوعيّاً على ما قدمته من آراء استندت كلها إلى تراثهم المقدّس أو نصف المقدّس، فقد لجأوا إلى خيولهم الطرواديّة ضمن النظام لمنع العمل: وهذا ما كان. عام 1996، اتفقت مع بعض الباحثين الألمان (حتى لا يتعب أحدهم ذاته، فنحن نشترك جدّاً مع الغرب الكافر في معظم منظومةِ قِيَمِهِ) على القيام بمشروع ثقافي مضمونه ترجمة أعمال سورية لبنانية هامة إلى اللغة الألمانية، وترجمة أهم الأعمال الاستشراقيّة الألمانية إلى اللغة العربية. بل قمت مع اثنين من الباحثين الشبان الألمان، ميشائيل موترايش وشتيفان دانه، بترجمة أحد أعمال الباحث الشهير يوسف هوروفيتس، رحلة محمد السماوية (نشرناه تحت عنوان: حكايا الصعود)، ومن بعده الفصل الأول من كتاب هاينريش شباير، الحكايا الكتابية في القرآن (نشرناه تحت عنوان: القصص الديني) إضافة إلى عمل بحثي بعنوان نيتشه والدين. ولمّا كانت أعمالي تنفّذ كلها في جونيه، واحة التنفّس الوحيدة في شرق أوسط التلوث، فقد ارتأى بعض الأصدقاء أن ألتقي الحاكم الفعلي لكل ما هو فكري ـ ثقافي ـ معرفي في سوريّا: الرفيق أحمد ضرغام، رئيس ما يسمّى بمكتب الإعداد القطري. وكنت موقناً، لسذاجتي، أن اللقاء سيكون فرصة هامّة لتبادل الرأي حول مشروعي الثقافي الذي كنت أعتقد أنه هام. لكن الحقيقة أن الرفيق البعثي أحضر لي بعد قدومي إليه مباشرة الرفيق البعثي الآخر، بشير نجّار، الذي كان وقتها رئيس المخابرات العامة في سوريا! (لمن لا يعرف، مات هذا الرفيق في السجن بتهم فساد أقرب ما تكون إلى روايات كافكا!) ولمّا أفهمت الرفيقين أني لا أستطيع العمل في المجال الاستخباراتي (لا أمتلك هذه الموهبة العظيمة)، تمّ الاتفاق على منع أعمالي كلّها، حتى وإن كانت، كما قلت ذات مرّة، في امتداح العظمة البعثيّة. ولمن لا يعرف أيضاً، فإن الموافقات على الكتب التي حزت عليها في سوريّا، لم تُعطَ لي إلاّ حين وضعت أسماء مؤلفين غيري على أغلفتها، وأخص منها بالذكر: النصارى، حكايا الصعود وحكايا الطوفان, بل أن كتابي المترجم عن بولتمان، المسيح والميثولوجيا، منع من قبل الرفيق أحمد ضرغام حين وضعت اسمي عليه، وحين أعدت الكتاب ذاته (النسخة ذاتها، فقط بدّلتُ اسم المترجم من نبيل فياض إلى أمية نصوّر) نال الكتاب موافقة مباشرة من هذا المكتب الإعداد القطري. هنا عرفت أن اسمي عند بعض الرفاق صار أكثر إزعاجاً من اسم شارون؛ هذا إذا كان شارون مزعجاً لهم أصلاً. وعرفت أكثر أن حقوقي، كمواطن سوري، هي أقل بكثير من حقوق أي حاخام من الذين كانوا يصلّون يوماً في كنيس الافرنج قرب شارع مدحت باشا الدمشقي. ولأني، بكلّ أسف، أحمل بكالوريوس صيدلة، ارتأيت في هذا الجو الضرغامي الخانق أن أعمل في مجال الدواء! وهنا كانت الفاجعة. قبل أن آخذ الرخصة بافتتاح المحل في إحدى بلدات ريف دمشق المسمّاة بالناصريّة، والتي كانت ضمن أملاكنا كإقطاعيين سابقين ـ وأنا أفخر بهذا رغم أنف الإعلام السوري الذي عمل كلّ ما في وسعه لتشويه صورتنا ـ تفاجأت بشيخ يدعى راتب خضرة (فشل جامعيّاً وحامت حوله التهم حين اشتغل عاملاً في محطة بنزين فالتجأ إلى الله لغسل شبهاته) يرسل بعض البسطاء إلى مكان عملي مهددين بالويل والثبور إذا لم أغادر قريتهم المؤمنة فوراً!!! فهم لا يقبلون بوجود الكفّار في تلك الناحية المسرفة في انغماسها الأخلاقي!!! وبعدها بستة أيام، وكنت أعمل ليلاً، جاءني مجموعة من الملثّمين وهدّدوني بالقتل إن لم أغادر المكان فوراً. اتصلت بالأمن السياسي فرع ريف دمشق، وكانت النتيجة أن الشيخ الذي تهجّم على مكان عمل رسمي لم يوقف للحظة واحدة، مع العلم أن من يطلق النار في فرح في سوريا يوقف أمنيّاً لفترة لا تقلّ عن أربعة شهور. وقيل بعدها إن التيار الوهابي، بإمكانياته الماديّة الهائلة وعلاقاته الأخطبوطيّة، استطاع إخراج الشيخ الوهابي كالشعرة من العجين إلى درجة أن مدير الناحية التي نتبع لها، واسمه أحمد الزعبي (طرد من عمله لاحقاً بتهمة تهريب دخان!!!)، أتلف حتى ضبط الشرطة الذي فتح بحق شيخنا الجليل. بعدها بفترة قصيرة، قامت مجموعة من العاطلين عن العمل، بالتعاون مع ضابط في الأمن الجوّي (ككثيرين في هذا الوطن، ضعيف تجاه النقود) بتلفيق تقارير (مسألة أقل من عادية في الوطن) تفيد أني معاد للنظام، وكانت حبكة توقيفي متقنة إلى درجة لا توصف: لكن خطأ ارتكبوه أدى بأصحابه إلى السجن!!! نحن نعيش في سوريّا على حد الخنجر: فمن جهة بعض المسؤولين الذين لا همّ لهم سوى تجميع أوراق النقد، ومن جهة، الوهابيون الذين لا همّ لهم أيضاً إلا تصفيتنا بكل ما أوتوا من قوّة ومن نقود. لا أنكر أني صرت أتمنى مغادرة هذا البلد إلى أي مكان في العالم: دون استثناء. العمر يضيع يوماً فيوم بين التوتر والإرهاب والخوف من الموت أو الاعتقال في أية لحظة. ولا أملك هنا سوى التمني على هذه الدولة التي تكاد أن تنفجر من ولعها بالحركة الوهابيّة، أن تحاول استبدالنا، كأقليات علمانيّة أو مسيحية أو ما شابه، بأولئك الإسلاميين الذين يملأون ساحات أوروبا وأميركا، خاصّة وأننا متهمون ـ والتهمة ليست غير صحيحة ـ بالانتماء الفكري إلى الغرب: والإسلاميّون يريدون العيش في ظل عمائم طالبانيّة، وليس أفضل من حلب أولاً ودمشق ثانيّاً، وطنين طالبانيين من الدرجة الأولى.
الأيهم

فيضُ الفياض ليس له مكان في الإعلام الوطني المحامي مأمون الطباع: ((كلنا شركاء)) 14/7/2004 فُجعتُ يوم 12/7/2004 و أنا أقرأُ مقالةً نشرها نبيل فياض في "الناقد" و نقلتها نشرة "كلنا شركاء في الوطن" فُجعتُ و تساءلتُ: لمَ تُقدم نشرةٌ مثل "كلنا شركاء" على نشر مقالة تضرب كل الخطوط الحُمر؟ لمَ تفتَحُ نشرة "كلنا شركاء" صدرها لكاتبٍ لا تخدمُ أفكاره و تحليلاته إلا أشد أعداء وحدتنا الوطنية؟ لمَ ..... لمَ ..... لمَ لمَ في هذا الوقت، نقدمُ هديةً لمن يسعون منذ نصف قرن على بث الفتن الطائفية و المذهبية في وطننا العربي؟ لمَ ننشرُ لكاتبٍ، لو نشرَ مقالتَه في إحدى الصحف الغربية أو الشرقية، و حتى في إسرائيل لخضعَ لمحاكمة تودي به إلى غياهب السجون؟ و من الذي ورّطَ نشرة كلنا شركاء التي فتحنا لها قلبنا، و نقلتْ نزَقنا و مواقفنا و تحملت ما تحملت من أجل إزاحة الخط الأحمر بضعة سانتمترات؟ من الذي ورّط هذه النشرة التي أدركتْ منذ انطلاقتها بأن تعديل الخط الأحمر لا يعني إلغاءَه؟؟ و بأن تمتين الوحدة الوطنية، و نبذ العنف و من يروج له، و نبذ دعاة الفتنة الطائفية و المذهبية و كل من يستهين بمقدسات جميع أطياف المجتمع، هي أولى واجبات المواطن الشريف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار... هنالك خطٌ أحمر حكومي و هنالك خطٌ أحمر وطني و نحن جميعاً نقدّس الخط الثاني و نعتبر تجاوزه من المحرمات.... * * * لن أناقش الفياضَ في فيضه... و أرجو أن لا يناقشه أحد فيما فاض.... لكنّي عاتبٌ على "كلنا شركاء" و سوف أتوقف عن قراءتها و النشر فيها، إلى أن تقدم اعتذاراً لقرائها بالخط العريض جداً عن الخطأ الذي ارتكبته و الذي يتعارض مع نهجها و شعارها: ((كلنا شركاء في الوطن))
الأيهم

( كلنا شركاء ) تشكر المحامي الأستاذ مأمون الطباع على حرصه على النشرة وعلى موقفه الوطني , وتعتذر من السادة القراء والمشتركين الأكارم على الأخطاء التي وقعت في الأيام الماضية سواء في اختيار المواد أو في نشر المقالات والرسائل الموجهة لبريد النشرة وذلك نظراً لعدم تواجد السيد أيمن عبد النور أو أي من إدارة التحرير حتى يوم الأحد المقبل . لذلك سيتم تقليص حجم العدد اليومي حتى ذلك التاريخ مع الاعتذار للجميع .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.