الاســـــتلاب العقائدي و المرأة

عندما يشعر شخص بدونيته تجاه شخص آخر و يوقن بأن هذا الآخر متفوق عليه ، يعتقد جازماًً بأنه مهما فعل فلن يكون مثله أو أفضل منه ، فهو مُسـتلب عقائدياً
من أوضح الأمثلة على تلك الحالة ، المرأة ، ووضعها في المجتمع .....
النظرة العامة حول مستوى المرأة الفكري و الذهني مهما حصلت على شهادات علمية، هي واحدة ، وهي أنها دون الرجل ، أن الرجل متفوق عليها من الناحية العملية ....أنه أفضل منها....
عندما نفكر أن نذهب إلى - مثلا - طبيب أو طبيبة فسنتجه أولا الى طبيب ... إلا في الحالات التي تكون فيها الطبيبة معروفة و مميزة ........ كذلك الأمر يقع على المحامية........ ـ ذكرت تلك المهن لأنها بحاجة الى ممارسة عملية أكثر من أي مهن أخرى -
المرأة المتعلمة ـ شهادتها كشهادة الرجل ، و لكن هل حياتها المهنية مثله ؟ هنا ـ في معظم الحالات و ليست كلها ـ سيتميز الرجل العامل عن المرأة العاملة...، لأن خبرته أكبر ، لأن وقته المخصص لعمله أطول و بالتالي ثقة الأشخاص المحيطين به ـ رجالا و نساءا ـ أكبر
تكتفي المرأة بوظيفة ذات دوام محدود إذا كان مستطاع و عمل قليل ، لأنها تعرف أن هناك عمل آخر ينتظرها في المنزل ، التنظيف و الطبخ و رعاية الأطفال و الزوج ، فستوزع قدراتها و وقتها ، شاءت أم أبت ، بين عملها المهني و عملها في المنزل .... و سترجح الثاني إذا تعارضا ....
و إذا كانت طموحة ، محبة لعملها ، و تحب أن تتميز به ، فستلقى عليها أعباء إضافية ستدفع ثمنها من صحتها الجسدية و النفسية ، ستحاول جاهدة أن تُوفق بين واجباتها مع عائلتها و طموحها في عملها ... و هنا يكمن دور الزوج في حياتها ، سيساعدها في تحقيق أهدافها بأن يخفف حِملها ، يتشارك معها في كل شيء يخصهما معا ، يتحمل معها مسؤولية المنزل والأطفال.... و قلائل هم هؤلاء الرجال
ألم تلاحظوا معي أن أكثر النساء الناجحات في عملهن ، اللواتي يتبوأن مناصب ، أكثرهن عازبات ؟

 

الرجل مع تعليم المرأة و مع عملها ، بشرط ، ألا تقصّر في إحدى واجباتها ، و بدون أن يشاركها في هذه الواجبات أو يتحمل مسؤوليتها
الزوج يساعد زوجته في المنزل " يساعد و لا يشارك " ، و يعطي جزء صغير من وقته لأطفاله ، ليلاعبهم ، يسمعهم ، يساهم في حل مشاكلهم ، و لكنه المسؤول الثاني عن الطفل ، الأب لا يُلام لسوء تربية الطفل بقدر ما تُلام الأم ...
- عند بعض العائلات ـ عندما يُطرح موضوع للمناقشة بين رجال و نساء ، يُستهان برأي المرأة و لا يؤخذ بعين الاعتبار ، لماذا ؟ قد يكون فعلاً رأيها ليس بصائب ، و لكن الذنب لا يقع عليها فقط ، على الرجل أيضاً ، كيف ستتطور قدراتها الذهنية و تنفتح على العالم الخارجي و هي في حالة كبت و حصار ؟، كيف يمكنها أن تناقش في قضية إذا لم تكن على اطلاع بها؟ ، كيف ستكون محدثة و محاورة إن لم تحتك مباشرة مع أشخاص ؟ كيف ستميز بينهم إن لم تتعامل مع نماذج مختلفة منهم خارج قوقعة المنزل .....
حتى أنها تعودت أن يتخذ الرجل الأب ، الزوج ... قرار يخصها ، لأنها تثق ثقة عمياء بصحة قراراته ، فهو الرجل ، و حتى لا تتحمل مسؤولية اتخاذ القرار وحدها ، فتلقيه على الآخر ...
المرأة كائن بشري كالرجل ، كلاهما متساويين في القدرات الذهنية والفكرية ، ولكن فرص تنمية تلك القدرات متفاوتة بين الرجل و المرأة ، و بالتالي الخبرة ستكون متفاوتة و ثقة المحيط ستكون متفاوتة
و تلك النتائج تقع مسؤوليتها على الرجل و المرأة بآن واحد......

التعليقات

rawand

أوافق على الكثير مما ذكرت يا أختي الكريمة، ولكن كي لا نضيع أتمنى أن نركز على اتجاه محدد، ولنبدأ بنظرة المجتمع للمرأة العاملة. سنجد أن الكثيرين ينظرون إليها على أنها خرجت للعمل لتفتننا (نحن الرجال)، أما الحقيقة فهي أننا نحن الذين لم نعد ننظر إليها إلا على أنها موضوع للجنس، وليست إنسانا مكتمل البناء الجسدي والروحي، ولكن عليها أن تتحمل مسؤوليات إضافية تجاه عائلتها، عدا عن مسؤولياتها الاجتماعية...
منال ابراهيم

أيعقل أن هناك من يظن أن المرأة خرجت للعمل لتفتن الرجال ؟؟!! أيعقل أن هناك رجال كثر لا ينظرن للمرأة إلا موضوع جنس؟؟!!. أعتقد يا rawandأنهم قلائل... يؤسف على ذلك مجتمع ، على رجال لا يروا في المرأة إلا جسدها ..آداة لإشباع غريزتهم الحيوانية التي لن تشبع...... يؤسف على ذلك مجتمع ، على نساء ضعيفات ، جسدهن مصدر قوتهن غايتهن لفت أنظار الرجال و إغوائهم و إثارة رغبتهم
الأيهم

لا أوافق على هذه النظرة للغريزة الجنسية. الجنس حاجة عند الإنسان، وكما أن الإنسان بحاجة للطعام بشكل دائم، ويجوع إليه، فهو بحاجة للجنس بشكل دائم ويجوع إليه. المشكلة ليست في أن رجلا يشتهي امرأة، فهذا أمر طبيعي تماما، المشكلة أن الرجل والمرأة يعتبران هذا الأمر مشكلة أو نقيصة أو خطأ، أو شيئا غير طبيعي. تصوروا لو أن المرأة لا تشعر أن الرجل يشتهيها، كيف سيكون شعورها. وهل هناك إهانة للمرأة أكثر من أنها لا تثير الرجال؟ ثم من قال لكم أن المرآة لا تشتهي الرجل، هل تعتبرون أن من الخطأ أن تعجب امرأة برجل وتشتهيه؟ أم أن إعجابها يجب أن يكون مع رجال من نمط جورج وسوف وكاظم الساهر وأشكالهم (زاهي وهبة ليس من أشكالهم) ليكون مقبولا في المجتمع . هذه النظرة للغريزة الجنسية لا تقود إلا إلى المزيد من الكبت، ومن شعور الإنسان بالخطيئة إذا أحس بحاجته الطبيعية. صحيح أن موضوع المقالة الأساسية ليس الجنس، ولكنني أجد هذه النظرة للجنس دليلا على الاستلاب العقائدي للمرأة والرجل على حد سواء. الأيهم
bccline

هل تسمحو لي بالحديث قليلا : هناك نقاط كثيرة يجب مناقشتها قبل مناقشة المقالة مثلا متى نطلق على شخص ما (ذكر او انثى انه متحرر) هل المتحرر هو شخص لا يهتم بمبدأ او .. وهل المتحررة هي فقط التي تعبد جسدها ..وتعبد الموضة(لاحظو ترافق لقب التحرر وعبودية الموضة والجسد والبقية ...؟؟؟ من هو المتعلم والمثقف ..في مجتمعنا يطلق اللقب بطريقة مضحكة في راي البنت مثلا تعتبر مثقفة جدا بمجرد انها صارت بالجامعة على سبيل المثال ا ويصبح المرء مثقف جدا جدا باليوم الذي يصير معو شهادة ورقية وقبلها بيوم يكون لسة مو مثقف ...؟؟ ما هو مفهوم المساواة ... في الرياضيات واحد + واحد = اثنان 1+1=2 لنتابع قليلا .. 1+3 =4 هذا معنى المساواة ... حسنا دعوني اوضح اكثر .. تفاحة +تفاحة = 2 تفاحة(تفاحتين ) تفاحتين +تفاحة = 3 تفاحة (ثلاث تفاحات ) برتقالة + برتقاله = 2 برتقال ..وهكذا لكن تفاحة + برنقالة = تفاحة + برتقالة لا يسوي تفاحتين او برتقالتين تفاحة # برتقالة .. هل التفاح احسن ام البرتقال افضل.. بصراحة البرتقالة برتقاله والتفاحة تفاحة ..ايهما افضل سؤال تافه ولا معنى له .. هما مختلفان ..والمساواة لا يمكن ان تقبل رياضيا ... طيب كترت حكي .. الان هل انا مع ام ضد عمل المراة .. بصراحة السؤال تافه مثل المساواة السابقة .. في مجتمعنا انا ضد عمل المراة والرجل تقريبا ؟؟؟ ( عمهلكن علي ...) لاني لا اعتقد ان الرجل او المراة يعملان اصلا ... المراة التي اراها عندما ازور مؤسسه تنسج الصوف وتكر اكتر من ان تشتغل لا اسميهها امراة عاملة ولو كانت تاخذ راتب ومابعرف شو والرجل الذي يجلس من وراء مكتبه وهو يحمل شهادة منحته لقب فهمان ومثقف يعمل غالبا عمل غير منتج ..كر وتواقيع ... المراة والرجل المثكفان يعتبران ان هدف العمل هو المال والمنصف و... فقط لا غير ...صح ولا مو صح .. هذه فكرة خاطئة اصلا العمل حاجة انسانية بغض النظر جني المال ولقمة العيش .. انا اعمل اذا انا موجود .. رجل ام امراة .. كلام فاضي ... يجب ان نتفق على هذه المعاني كي لا اتذكر جورج اريل في رائعته مزرعة الحيوان عندما خنمها بالعبارة التالية .. جميع الجيوانات متساوية فيما بينها ..الا ان بعض الحيوانات متساوية اكثر من غيرها ...؟؟ احمد بكداش
منال ابراهيم

الأيهم ، على أي نظرة للغريزة الجنسية لا توافق عليها ؟ الجنس فعلا غريزة كالطعام و الشراب . ...نتساوى بها مع الحيوانات ، و لكن نتميز عنها بالمشاعر و الأحاسيس أيهما أرقى ؟ أن يُمارس الجنس لإشباع غريزة فقط مع شخص لا نشعر تجاهه بأية مشاعر ، أم أن يكون مصدر للمتعة و اللذة و السعادة مع شخص نبادله الحب ؟ أنا لا أسفّه الرغبة الجنسية ، بالعكس ، الانسان الطبيعي ، المرأة و الرجل على حد سواء ، بحاجة لإشباع تلك الرغبة ، و تلك الحاجة تختلف من شخص لآخر .....و ليس من رجل لامرأة من أبلغ الأمثلة للاستلاب العقائدي للمرأة هو النظرة المختلفة لأهمية الجنس عند الرجل و المرأة ، شيئ طبيعي أن يشتهي رجل امرأة و من غير الطبيعي أن تشتهي امرأة رجل !!! حتى أن هناك نساء عندما يشعرن بحاجة لممارسة الجنس مع أزواجهن لا يفصحن برغبتهن .......ينتظرن أن يُطلب منهن فيمارسن دور المتلقي السلبي ... و تلك العلاقة قد تكون علاقة جبرية بحكم الشرع و القانون ، لا علاقة اتفاق ومشاركة و رغبة من الطرفين شيئ جميل أن يشعر المرء ، رجلاً و امرأة ، أنه مرغوب جسدياً من الآخر ، و لكن أن يكون ما يشغله اثارة الآخر و جذبه له ، و ألا يرى الآخر شيئا فيه إلا جسداً هذا شيئ يحطّ من انسانيته....
rawand

سأدافع أولا عن وجهة نظري بأن الكثيرين من الرجال ينظرون إلى المرأة على أنها موضوع للجنس بغض النظر عن خروجها من البيت أو مكوثها فيه... فأنا أعرف من هؤلاء الكثيرين وهم موجودون فيما بيننا، ولكن الكثيرين منهم لا يجهر برأيه في حضور النساء. ونظرة الرجل إلى المرأة إن أخذت هذا الطابع فيها الكثير من الإهانة لها (وبدون أن يشعر له) إن كان لا يفكر سوى بكيفية النيل منها (وأنا لا أتكلم عن الليبيدو هنا في اللاشعور بل أتكلم عن ممارسات فعلية) الأصل في هذه المعاملة هو التربية التي تبدأ من البيت، الب والأم، واللذان هما بدورهما نتاج تربية بيت ومجتمع، وللحديث بقية
radwan19

أرغب بإلقاء بعض الضوء على العديد من النقاط المنسية أو بالأحرى المهملة كنت أظن أن المرأة قد تحررت من فكرة أنها دون الرجل ومما جعلني أظن ذلك فعلاً خروجها إلى العمل محاولة البحث عن نفسها بغية تحقيق وجودها وإنسانيتها لكننا نفاجأ بأنها تخرج صباحاً بأبهى صورها باذلة الكثير من وقتها وجهدها قبل الدوام لتكون مثل أي تحفة تعرض في واجهة المحلات التجارية وذلك لاقتناص عريس المستقبل وللأسف كانت تنادي فيما مضى بالحرية وعندما وهبها المجتمع ما تبحث عنه رأيناها وقد قزَّمت معنى الحرية إلى حرية اللباس والأزياء والتبرج متناسية حرية الفكر وإبداء الرأي ثم وبعد تحقيق هدفها من الحياة وهو اختيار الزوج أصبحت تنقل أعمال المنزل إلى عملها الوظيفي بالإضافة إلى الثرثرة والحديث عن أطفالها وعن مذاق الطعام الذي تحضره وكيفية صنعه وعن برامج التلفاز التي تتابعها. أجل من المؤسف حقاً أن نرى نساءنا الشرقيات بهذه الصورة الكاريكاتورية أما عندما تبحث المرأة عن المساواة مع الرجل تنسى حقاً بأن المساواة لا تحقق العدل.. وأعجب حقاً من هذه المرأة فلم لا ترضَ بكونها امرأة فترغب أن تكون رجلاً إنها ببحثها هذا تجعل الرجل أعلى مرتبة منها نعم إن المرأة نفسها من تعطي الرجل هذه المرتبة العليا.. وأعجب أكثر نكرانها لأنوثتها متناسية أنها كيان مستقل بذاته. لكن عيبها أنها لا تقرأ فالشهادة الجامعية لا تعطي ثقافة للإنسان بل ينبغي أن تعطي نجاحاً في العمل والخطأ الشائع في مجتمعنا هو إطلاق صفة المثقف على كل من نال شهادة البكالوريوس والأصح أن نقول متعلم بشهادة بينما ثقافة الفكر والنفس والأدب والفن والتحدث والاستماع واللباقة وحسن التعامل مع كافة طبقات المجتمع والإلمام بكافة العلوم قدر المستطاع ولا أقصد هنا الخبرة بكل العلوم هما أساس الثقافة الحقة. ولنعود للحديث عن المرأة والرجل فمسكينة تلك المرأة فهي تائهة عن نفسها وتبحث عنها خارج ذاتها مما يزيد ضياعها لأنها تبحث في المكان الخاطئ أما الرجل فهو أكثر استكانة فكم من الألقاب الملتصقة به دون وجودها وتجعله المرأة مجالاً للمقارنة دون أن يجعل من نفسه قدوة يقتدى بها إلا أن الخاسر الوحيد في النهاية هو المجتمع والأمة بسبب الوقت المهدور دون مبرر. بالطبع لا أقصد التعميم لكنهن النموذج الأكثر انتشاراً للمرأة ولا يخلُ المجتمع من النساء المميزات الملتزمات بعملهن دون أن يتخلين عن صفة الأنوثة بل أضفن إليها بريق الثقافة الشاملة ومعنى متألقاً أكثر جاذبية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.