لماذا يجب أن تتدخل فرنسا عسكرياً في سوريا

مقال لباتريك بيسسون في مجلة Le Point ترجمة الدكتور نادر كوسا

هناك سبب وجيه لتقوم فرنسا بإرسال أفضل وحدات جيشها إلى سورية: ألم تحقق عملياتنا العسكرية الأخيرة نجاحات مدوية؟ لنأخذ على سبيل المثال أفغانستان، إن بضع سنوات من التواجد العسكري الفرنسي في كابول كان كافياً لتحويل البلاد إلى دولة ديموقراطية سعيدة تعيش السلام والرخاء.ففي كل بيت أفغاني سادت ثقافة الرفاه ،وفي السوق كما في المسجد يعتبر كل فرد من الجنود المظليين القادمين من مدينة تارب ومن الفنيين معبوداً جماهيريا حيا. لهذا السبب نلاحظ أن الأفغان ممتنون لقواتنا لكل ما فعلوه بالنسبة لهم،لقد غدت الحياة اليومية في أفغانستان، بالنسبة للمنطقة بأسرها وبالنسبة للعالم مثال الاعتدال والتوازن وبكلمة واحدة :مثال التسامح. لقد أصبحت شوارع كابول تنعم بهدوء يماثل أويفوق هدوء منطقة باسي في باريس خلال شهر آب.

تخرج النساء بالميني جوب وينتشرن للاسمرار تحت الشمس في الحدائق والمطاعم في الهواء الطلق.ويدخن الجيتان الفرنسي ويتناولن بيرة كرونينبيرغ وهن يضحكن على مقاطع وسكيتشات بيغارد المضحكة عبر مكبرات الصوت. المناقشات والمناظرات الفكرية على قدم وساق. أما التظاهرات الثقافية الكثيرة كمعرض الكتاب الإلحادي لقندوز والأفلام الجريئة عن قندهار فلم تكن لترى النور لولا التدخل الفرنسي.

وماذا عن ليبيا؟ فبعد أربعة عقود من الدكتاتورية القذافية ،ها هي البلاد تتنفس الآن الهواء النقي من ديموقراطيتنا الغربية. وهل كان ذلك ممكناً لولا رد الفعل المقدس لحلف الأطلسي والذي بدأه نيكولا ساركوزي.فمن تلك اللحظة ،تنعم البلاد بأجواء السلام وتعيش حالة توافق مثالي ،ويسود أخيراً الازدهار والفرح في مناطق طرابلس وبرقة. أصبح في طبرق تاكسي خاص لرجال الأعمال ،واختفت البطالة ،وظهرت الانجازات الرياضية ،أما الاقتصاد فهو مزدهر ومنتعش ،وهناك غياب كامل للفوضى الأمنية والإدارية في الدولة.

أما فيما يخص العراق ،فلايخفى على أحد أن فرنسا لم تشارك في الجهود العسكرية التي بذلتها الكثير من بلدان المجتمع الدولي للإطاحة بنظام صدام حسين،وبلدنا اليوم يظهر نادماً على غيابه وبعده عن الانجازات الرائعة التي حققها الجيش الأمريكي .فبغداد عادت وأخذت دورها كمركز حضاري مضيء في الشرق ،وعادت البلاد إلى صفائها الفريد،أما البحث العلمي فقد انطلق من جديد وأصبح على قدم وساق، وعاد الأدب إلى عصور مجده وازدهاره.

وبنفس الطريقة ،كانت التدخل الفرنسي في ساحل العاج حاسماً في تنصيب واتارا الذي أدخل البلاد في حالة نشوة .أما أنصار لوران غباغبو (أقلية كانوا أم أكثرية) وفقا للأشخاص الذين فرزوا الأصوات - 50٪ من سكان ساحل العاج، فقد تخلوا عن خلافاتهم مع أنصار واتارا ،ويسيرون جميعاً يداً بيد -بعد نسيان الخلافات والمذابح- إلى مستقبل مشرق.

ويمكننا أن نذهب أبعد من ذلك بالعودة إلى الماضي (الهند الصينية وقناة السويس، والجزائر،و في القرن التاسع عشر،مصر والمكسيك)، وسوف نصل إلى النتيجة نفسها: خارج حدودنا، كان الجيش الفرنسي دائما يقوم بأفعال سيئة بل سيئة للغاية.

باتريك بيسسون

رابط المقال الأصلي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.