لا يكفي لطالب الحقيقة أن يكون مخلصاً في قصده بل عليه أن يترصد إخلاصه و يقف موقف المشكك فيه لأن عاشق الحقيقة إنما يحبها لا لنفسه مجاراة لأهوائه بل يهيم بها لذاتها و لو كان ذلك مخالفاً لعقيدته ، فإذا هو اعترضته فكرة ناقضت مبدأه وجب عليه أن يقف عندها فلا يتردد أن يأخذ بها

إن أحسن طريقة للتخطيط لمستقبلك هو أن تصنعه الآن. إن بإمكانك استخدام قوتك في الخيال المبدع لكي ترى الهدف قبل أن يتحقق، ويمكنك أن تتصور أي لقاء قبل حدوثه لكي ترفع من مستوى عطائك قبل أن تعيش اللقاء فعلاً .

من حقيقة وجود المبادئ ، ومن حقيقة الحياة وفق تلك المبادئ ، ينبع الإحساس بالتواضع . فنحن لا نتحكم في حياتنا ، ولكن هذه المبادئ تتحكم فيها . وعلينا ألا نضع نحن القانون الذي يتحكم فينا . يجب أن نؤمن بالتعلم المستمر ، وأن نعايش قوانين الحياة بانسجام . وألا نندرج إلى منزلق القيم الزائفة التي تلغي إدراكنا للذات .

إن قدرتنا على تحسين نوعية الحياة تكمن داخلنا ، هي في قدرتنا على تطوير البوصلة الداخلية بحيث نتصرف بنضج ، وكرامة ، لحظة الإختيار ، سواء كانت تلك اللحظة هي تخطيط العمل خلال أسبوع قادم ، أو مواجهة مشكلة ، أو صحوة ضمير ، أو بناء علاقة ، أو التعامل مع عميل غاضب ، أو القيام بنزهة . فلكي تكون فعالاً لابد من استخدام وسيلة تتمشى مع هذه الحقيقة بشكل يدعم استخدام البوصلة الموجودة داخلنا.

نحن نختار إما أن نحيا حياتنا ، أو نترك غيرنا ليحياها نيابة عنا .

يمكن إيضاح معضلة وضع الأشياء الأهم أولاً ، بالمقارنة بين أداتين لهما وظيفة التوجيه:الساعة والبوصلة. فالساعة تمثل مواعيدنا ،والتزاماتنا ، وجداولنا ، وأهدافنا ، وأنشطتنا أي كيف ننفق وقتنا ونوزّعه؟ . أما البوصلة فهي تمثل ما نحمله داخلنا من رؤية ، وقيم ، ومبادئ ، ومهام ، ووعي ، وتوجه. أي ما هي الأشياء ذات الأولوية في حياتنا؟ وما هو المنهج الذي ننهجه في إدارة تلك الحباة؟.

السعادة الحقيقية في الحياة أن تقضي حياتك من أجل هدف تعتقد أنه هدف مقدّس

السعادة الحقيقية في الحياة أن تكون قوة من قوى الحياة بدلاَ من أن تكون مجرد شيء صغير ، أنانياً معزولاً ، مليئاً بالشكوى والأحزان ، يندب حظه أن هذا العالم لم يكرس نفسه لجعله سعيداً.

أنا شخصياً أرى أن حياتي ملك لكل المجتمع ، ولذلك عليّ أن أقدم لهذا المجتمع كل ما أستطيعه ما حييت . إنني أريد أن أقدم كل ما ينكنني حتى آخر نفَس عندما يحين وقت وفاتي . فكلما شقيت في العمل كلما عشت أكثر. فأنا أستمتع بالحياة لذاتها.

الحياة ليست شمعة صغيرة ولكنها مصباح كهربائي رائع أمسك به ليضيء بأقصى طاقته إلى أن يحين الوقت لتسليمه إلى الأجيال القادمة.

أنا أطور إذاً أنا أستحق شرف الوجود

إن النقص في إشباع أي من الحاجات الأساسية الأربع سيتحول إلى نقطة سوداء تبتلع طاقتك وانتباهك.

هل يمكنك مثلاً تجاهل رمي البذور في فصل الربيع ، ثم تضيع وقتك في الصيف لعباً ولهواً ، وتأتي في الخريف لكي تعمل ليل نهار في حرث الأرض وبذر البذور وري التربة ثم تتوقع أن يأتي المحصول الوفير صبيحة اليوم التالي؟!.

إن الطبيعة متوازنة تماماً . لا يمكننا الإخلال بذلك التوازن ؛ لأننا نعلم أن قانون السبب والنتيجة هو القانون الدقيق والمطلق للطبيعة .ولكننا نفشل في إيجاد التوازن الخاص بنا ،كأمم وأفراد ، لأننا لم نتعلم بعد أن هذه القوانين تعمل ، بنفس القوة ، في الحياة الإنسانية والمجتمع كما تعمل في الطبيعة ،فإن ما نزرعه لابد لنا في النهاية أن نحصده .

المشكلات في الحياة تأتي عندما نزرع شيئاً ونتوقع حصاد شيء آخر مختلف تماماً.

هناك مساحة بين المثير والإستجابة . داخل هذه المساحة توجد قوتنا على اختيار الإستجابة المناسبة . ومن هذه الإستجابة توجد فرصتنا في النمو والحرية .

إن ملكة إدراك الذات هي قدرتنا على أن نخرج من ذواتنا لكي نرى ونفحص أسلوبنا في التفكير ، ودوافعنا ، وتاريخنا ، ومبادئنا ، وأفعالنا ، وميولنا ، وعاداتنا . أي أن نخلع تلك النظارة التي نرى العالم بها لننظر إليها كما ننظر من خلالها . إنها ملكة تجعلنا قادرين على رؤية التاريخ الإجتماعي ، والنفسي لتلك الرواسب الموجودة بداخلنا ، حتى نستطيع الفصل بين المثير والإستجابة .

ملكة الضمير تربطنا بحكمة الزمن وحكمة القلب . إنها نظام التوجيه الداخلي (الرادار) الذي يجعلنا نشعر ،عندما نقوم بشيء ، أو ننوي القيام به ، بمدى اتفاق هذا الفعل مع المبادئ الحقيقية . والوعي يعطينا الشعور بمواهبنا الخاصة ، وبالرسالة التي نقوم بها في الحياة .

الإدارة المستقلة هي قدرتنا على الفعل ، إنها القوة التي تساعدنا على تخطي منهجنا الذي تعودناه لكي نتقدم إلى ما وراءه ،حتى نتمكن من إعادة صياغة هذا المنهج . ووفق المنهج الجديد نفعل ما يتفق فقط مع المبادئ ، وليس ما تمليه العاطفة ، والإنفعال ، والظروف . العوامل الوراثية والبيئية قد تكون عوامل قوية التأثير ، إلا أنها لا تتحكم بنا ، فنحن لسنا ضحايا هذه العوامل .

نحن لسنا مجرد منتجات للماضي الذي مر علينا ، نحن منتجات لاختياراتنا ، نحن مخلوقات قادرة على الفعل والإستجابة ، قادرة على الاختيار الصحيح بعيداً عن الميول والانفعالات . نحن نملك قوة الفعل المبنية على إدراك الذات ، والوعي ، والرؤية .