هل التعلم وسيلة تقدم حضاري أم وسيلة تخلف؟؟

هل التعلم وسيلة تقدم حضاري أم وسيلة تخلف؟؟
كان صديقي متراخياً في جلسته فاعتدل
و حدق بي و توترت نظراته في شبه استغراب
و قال هل أنت جاد في سؤاليك؟
فمن لا يعرف سبب التعلم ألا ترى الناس يرسلون أبناءهم
الى المدارس؟
حتى الناس البسطاء الذين لا يقرأون و لا يكتبون يحبون أن
يتعلم أبناؤهم و لو لم يعرفوا غاية التعليم الحضارية
لم تطرح سؤالاً غريباً بهذه الصيغة؟
أشعلت حماسة صديقي و نبرات صوته المؤنبة نار الحماسة
في رفاق المجلس و هب للدفاع واحد منهم
لا يحق لنا أن نستنكر سؤاله أو أن نتساهل في فهمه
قد تكون صيغة سؤاله ذات مضمون حضاري متطور
فمالذي يمنع من محاورته لإكتشاف الرؤية التي يراها
أو يرتأيها في مسألة التعلم و التعليم؟؟
قال المستنكر للسؤال
من جهتي لا أرى ضرورة لمثل هذا السؤال (( لماذا نتعلم؟؟))
ما أظن أن التعلم كان وسيلة تخلف حضاري في أي مكان
على سطح الأرض أو في زمن من أزمنة وجود الإنسان
فضحك صديق ثالث و قال تاريخ العالم حاشد بوقائع يعرفها المتعلمون
من هذه الوقائع ما يذكر عن ايطاليا في عهد النهضة فقد حدث
أن سار التدهور الاقتصادي جنبا الى جنب مع الرقي التعليمي
في المجتمع الايطالي أليس الاقتصاد من الحضارة؟
و من الوقائع ما يذكر عن مجتمع أثينا في عهد بيركليس
فقد ذكر المؤرخين أن انتشار التعليم في ذلك المجتمع
استدعى التوسع في مسألة اخرى هي شراء الرقيق
و على ذكر اليونان تنهض خاطرة لغوية تؤكد هذه الوقائع
فكلمة سكول مشتقة من كلمة مرادفة في اللغة الإغريقية
تعني ((البطالة و الفراغ))

لقد خطر لي و أنتم تتحاورون أن التعلم مسألة في صميم الانسان
بمعنى الانسان يحن للمعرفة يحن لاكتشاف نفسه و نفوس من حوله
يحن لاكتشاف قوانين الطبيعة و علائق المجتمع و هذا الحنين يحركه
ليتعلم و بحركته يصنع تقدمه الحضاري و يذكر أنه سئل البطل العالمي
محمد علي كلاي عن الدراسة و التحصيل الثقافي و عن علاقته بذلك
فأجاب (( لم افكر بما يجتذبني اليهما لأن التحصيل الثقافي يفقدني
ميزة العبقرية…
و باعتقادي أن هناك معرفة الهية و معرفة انسانية المسيح لم يحصل
على دراسات عالية و موسى كان امياً و محمد العربي كان امياً
إلا أنه في التاريخ كله لم يخلق بشر أحكم من محمد
مالكوم العاشر بدأ ثورة السود في أمريكا دون أن يكون من ذوي
الدراسة الجامعية فلماذا اختار الله دائماً أناساً مثلنا للمهام الكبرى؟))
إن هذه الاجابة تلكم التحصيل الثقافي لكمة قوية لأن بطل الملاكمة العالمي
يعتبر هذا التحصيل الثقافي مفقداً لميزة العبقرية
….
التعلم مغامرة بطلاها المعلم و المتعلم و غايتها خلق انسان فعال يغني الحياة
عندما تتضح هذه الغاية لبطلي المغامرة يتجاوزان العتم الى النور
و يمارسان معاَ ما يسميه المربون (( التألق ))
فسعادة المعلم لا تأتيه مما يتقاضاه من أجور بل مما تمنحه عملية التعليم
من لحظات الايقاظ تلك اللحظات التي تريه شيئاً ما يتألق في داخل الطالب
أو الطالية في كل من تلك اللحظات
في لحظة تألق يهتف ممارسها (( لقد فهمت لقد أبصرت من الداخل
لقد وعي قلبي .. و شكراً..))
نحب فتخضر الصحارى…
و تنتمي الينا شموس الشرق..
و الغرب..
و الله
أحبك لا أدري بأي لهجة
أحدث عن حبي..
جمالك سواه..
طيوبك أنسام تجيء حيية
فتوقظ روحي للنعيم.
فأحياه…
و أنت سماء لا أسمي نجومها..
هي الحب..
يدري العاشقون مزاياه
____________مقتطفات من كتاب الثمار الشاهدة
في حضارة التقدم ((( للدكتور أسعد علي)))
المنتديات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.