كان هانز روسلينغ من أبرز الباحثين في مجال الطب، قضى أغلب شبابه متطوعا في منظمة أطباء بلا حدود، ثم أصبح أستاذا لمادة الصحة العامة في معهد كارولينسكا في استوكهولم. اشتهر هانز روسلينغ بقدرته الأسطورية على تبسيط المعلومات الإحصائية لدرجة أن بعض أنواع الرسوم البيانات تسمى باسمه، ولكن أهم إنجاز له برأيي هو قياسه للجهل. أثبت هانز روسلينغ أن ما يسمى الثقافة العامة، أي المعلومات التي يحصل عليها الإنسان خلال حياته اليومية وخلال دراسته غير الاختصاصية، هي ما يسبب فشل المجتمعات في تجاوز امتحانات بسيطة حول المعارف البسيطة. في إحدى تجاربه سأل مجموعة أسئلة معرفية حول الصحة العامة لطلاب السنة الأولى في كلية الطب(شاهدوا محاضرة لروسلينغ يتحدث عن هذه التجربة)، وبالنتيجة جاءت نتيجة طلابه مخيبة للأمل، ويقول أنه لو سأل نفس الأسئلة لقرود في حديقة الحيوانات لاختارت الإجابات الصحيحة بشكل عشوائي وحصلت على نتيجة أفضل من طلابه، أي أن القرود أقدر على تجاوز امتحان معرفي حول وضع العالم من طلابه.