التكنوقراط

مقاومة التكنوقراط 1: الأغورية

في مقالاتي السابقة تحدثت عن خطة التكنوقراط المسماة الحوكمة الشاملة global governance والتي تهدف باختصار لإدارة الكرة الأرضية والفضاء المحيط بها بشكل مركزي من قبلهم. بعد نشر المقالة الثالثة جاءتني عدة رسائل تطلب مني الحديث عن مقاومة هذه الخطة بدل التوسع في تاريخ التكنوقراط وشرح خطتهم، كما وصلتني آراء تشجعني على وضع خطة التكنوقراط في سياقها التاريخي والتوسع في الحديث عنها بسبب نقص الوثائق العربية عن الموضوع.

التكنوقراط 4: سقوط البيروقراط

كنت قد وعدتكم بالحديث عن انطلاق التكنوقراط من جامعة كولومبيا في نيويورك، ولكن الآراء التي وصلتني شجعتني على تطوير السلسلة باتجاه الحاضر والمستقبل. يستطيع المهتمون بتاريخ حركة التكنوقراط قراءة أهم توثيق لها في كتاب Technocracy Rising لباتريك وود Patrick Wood. في ذلك الكتاب يوثق وود نشوء الحركة وأهم مفكريها وكتبها وكيف تم تبنيها من قبل رجال المال، والخطط التي وضعوها ونفذوها خلال القرن الماضي للسيطرة على الاقتصاد والحكومات والأديان والقوانين والتعليم في العديد من دول العالم، وأهم رجال المال والاقتصاد والسياسة الذين ينتمون إليها.

التكنوقراط 3. منهج التكنوقراط

وجدنا سابقا أن الحوكمة الشاملة تعتبر أن الناس لا يستطيعون إدارة أنفسهم بأنفسهم، ولذلك فهم بحاجة إلى من يديرهم، وأن طريقة الإدارة التي تقترحها الحوكمة الشاملة طبقية تدير الناس من القمة إلى القاعدة. هذا التفكير ليس جديدا، فهناك من اقترح سابقا أن يدير الكهنة ورجال الدين المجتمعات، وهناك من اقترح سابقا أن يدير الفلاسفة المجتمعات، وهناك من اقترح سابقا أن يدير العمال والفلاحون المجتمعات، وهناك من اقترح أن يدير السياسيون المجتمعات.

التكنوقراط 2: المشاعات الشاملة

في كانون الثاني ديسمبر عام 2020 قال سكرتير الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس في محاضرة له في جامعة كولومبيا في نيويورك (المصدر):

"لنكن واضحين، النشاط البشري هو السبب الأساسي لانحدارنا نحو الفوضى. وهذا يعني أن النشاط البشري قادر على حل هذه المشكلة. السلام مع الطبيعة هو المهمة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين. يجب أن يكون على أعلى قمة أولويات كل شخص في كل مكان"

وأضاف

التكنوقراط 1: الحوكمة الشاملة

نشر جون بيركينز عام 2004 كتابه "اعترافات قاتل اقتصادي" الذي يوثق فيه تكتيكات البنك الدولي في السيطرة على الدول وإخضاعها للاحتكارات الكبرى. عندما ظهر الكتاب كان دور البنك الدولي قد انتهى فعليا، فقد خضعت أغلب دول العالم منذ تسعينات القرن العشرين، وتم تدمير استقلالها عبر إغراق حكوماتها بالديون التي تلتزم الشعوب بتسديدها مع فوائدها للبنك الدولي ومموليه. وبقيت مجموعة قليلة من الدول المارقة تم استهدافها بالتقنيات التي طورها خبير المخابرات المركزية جين شارب، وهي ما عرف عمليا بعمليات الثورات الملونة.