سقوط ورقة التوت الأخيرة!

أيمن الدقر
منذ زمن بعيد والعرب جميعهم يدركون الدور التخريبي والإرهابي الذي تمارسه إسرائيل في المنطقة العربية والعالم.
ورغم تقديم (وزير خارجية إسرائيل) قائمة بأسماء دول تراها حكومته (دول الشر) في أروقة الأمم المتحدة، فإن الحقيقة التي حاول تشويهها معدو اللائحة والتي أصبحت واقعاً لامجال للتهرب منه تُبَيِنُ بأن العالم برمَّته أصبح الآن إضافة إلى العرب يعرف تماماً مقدار الشر والإرهاب الذي تزرعه إسرائيل، فعمليات القتل والتدمير اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمليات الاغتيال التي قامت وتقوم بها إسرائيل منذ أن أعلنت عن قيام كيانها لم تتوقف ومازالت تؤكد يوماً بعد يوم بأن سياسة الإرهاب والقتل هي في الحقيقة (تكتيك) إسرائيلي لم تبدله منذ عام 1948 وحتى هذه اللحظة، ويهدف إلى إرهاب المنطقة وفرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعرب والعالم جميعاً، ذلك الأمر الذي يحقق من وجهة النظر الإسرائيلية الاستمرار في احتلال الأراضي العربية ومحاولة التوسع فيها على حساب العرب.
لم تكن إسرائيل في أيامنا هذه قادرة على تصدير أزماتها ونقل ساحات الصراع وارتكاب الجرائم خارج الأرض المحتلة والتصعيد العدواني بداخلها، لولا الصمت العربي المطبق، ولولا تهافت بعض الحكام العرب على كسب ودها، ولولا فتح بعض هؤلاء الحكام أراضيهم لاستقبال وفودها، واستضافة سفاراتها مرة بحجة أنهم قد وقعوا اتفاقيات سلام منفردة معها، ومرة بحجة بقائهم كصلة وصل بين إسرائيل والعرب (في محاولة لاستغباء العقل العربي) وأنهم يقدمون خدمات للعرب من خلال استمرار علاقاتهم معها.
أليس من الواضح لهؤلاء بأن إسرائيل حكومة وشعباً لاترغب بالسلام؟ أليس واضحاً أيضاً بأن الانتهاكات التي ارتكبتها وتمادت بارتكابها مؤخراً داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها كاغتيال الشيخ أحمد ياسين ثم الرنتيسي ثم... والقائمة طويلة، ثم عز الدين صبحي الشيخ خليل في دمشق، وأخيراً وليس آخراً المحاولة اليائسة التي قامت بها بهدف زرع الفتنة بين سوريا ولبنان بمحاولتها اغتيال الوزير والنائب مروان حمادة في بيروت، لاتصنف إلا تحت اسم الإرهاب.
ألم يتضح لهؤلاء بأن حجج الإبقاء على العلاقات مع هذا الكيان الإرهابي أصبحت غير مقبولة وبعيدة جداً عن العقل والمنطق؟ ألم يتأكد هؤلاء حتى الآن بأن الاتفاقيات المنفردة التي وقعوها هي أحد أهم العوامل التي شجعت إسرائيل على التمادي والإمعان في الجريمة؟ وأن جميع الاتفاقيات لم يكن الهدف منها السلام بل تحييدهم وإبعادهم عن ساحة الصراع العربي الإسرائيلي؟
من الواضح أن هؤلاء قد قبلوا بالتحييد، بل ويلعبون دور الحيادي إرضاءً للولايات المتحدة، وأن التمدد الإسرائيلي لم يعد يعنيهم وأن الواجب الوطني أصبح من منسياتهم تماماً، متجاهلين إرادة شعوبهم والشعب الفلسطيني وفلسطين والقضية.
DAKR@SCS-NET.ORG

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.