“In order to improve your game, you must study the endgame before everything else. For whereas the endings can be studied and mastered by themselves, the middle game and opening must be studied in relation to the end game.” Jose Capablanca
هذه نماذج من أحداث تحصل في العالم حاليا، وكل منها مجرد نموذج لعشرات الأخبار المشابهة له من أماكن متعددة.
- باستخدام الكاميرات والدرونات، الشرطة الاسبانية تغرم أكثر من 650000 شخصا وتعتقل 5568 شخصا خلال أربعة أسابيع (المصدر)
- بدء تشغيل أول خدمة تسليم بريد بواسطة الدرونات في سنغافورة بحجة أن الروبوتات تقلل تواصل الناس وتؤخر انتشار المرض (المصدر)
- وزارة التربية في ميانمار تختبر الدرونات لتقليل التواصل في العملية التعليمية وتثقيف الناس عن أخطار الفيروس الجديد (المصدر) والجامعات فيها تستخدم الروبوتات في المراكز الصحية لنقل المواد الطبية والنفايات (المصدر)
- مدن هندية تستبدل عمال البلدية بدرونات في عمليات تعقيم الشوارع (مصدر 1، مصدر 2، مصدر 3)
- مدينة أمريكية تطلق برنامجا لقياس حرارة الناس عن بعد باستخدام الدرونات (المصدر) ثم توقف المشروع بسبب معارضته (المصدر)
- مزارعون إسرائيليون يستبدلون القوة العاملة بدرونات (المصدر)
- الروبوتات بدلا من الممرضات لنزلاء فنادق الحجر الصحي في اليابان (المصدر)
في العالم حاليا يتم استبدال القوة العاملة البشرية بالدرونات. ليس في المستقبل، بل الآن. بينما يسجن العمال في بيوتهم بحجة حمايتهم من المرض المزعوم، يتم استبدالهم بدرونات وروبوتات. هذه الآلات تزيح البشر من أعمالهم في قطاعات الخدمات والصحة والتعليم والأمن والجيش. بينما يتحول الملايين في العالم إلى عاطلين عن العمل بحجة حمايتهم، يتم تدمير قدرتهم على الحياة عبر استبدالهم بآلات، ويطلب منهم شكر الحكومات التي تنتزع منهم القدرة على تأمين لقمة العيش لتحولهم وعائلاتهم إلى فقراء جائعين، والقدرة على الاحتجاج على ذلك في نفس الوقت.
هذا التحول الهائل الذي نشهده حاليا ليس جديدا، بل كان متوقعا، ويتم التخطيط له منذ فترة طويلة، وسيتبعه لاحقا خسارة الملايين لعملهم في قيادة المركبات مع تطور تقنيات القيادة الآلية والطيران الآلي، وهكذا سيجد مئات ملايين البشر المنتجين أنهم أصبحوا عالة على مجتمعاتهم بسبب استبدال أعمالهم بآلات.
من الجهة الأخرى، أي من جهة القوى الاقتصادية والمالية، ومن جهة الحكومات، هناك أعمال يجب إنجازها بأسرع وقت وأقل كلفة. أصحاب هذه الأعمال لا يهتمون بمن ينجز الأعمال إلا بمقدار حاجتهم لهم في المناوبة القادمة. بالنسبة لهم، الفرق الوحيد بين عامل بشري وروبوت هو التأثير على أرقام الموازنة الختامية لأعمالهم. في هذه الموازنة، البشر يدرجون ضمن خانة النفقات، رغم أنهم يسمون زورا "موارد بشرية". الموازنة تعاملهم ك "نفقات بشرية" بينما تدرج الآلات تحت خانة الموجودات الثابتة، أي أنها موارد حقيقية طبقا للتعريف الاقتصادي. العامل البشري كلفة زائدة، بينما الآلة رأس مال وموجودات ثابتة، والتحول من العامل البشري إلى الآلات سيترك تأثيرا هائلا على أرقام موازنات هذه المؤسسات.
لاحظوا أن هذا التحول يحصل في كل مكان، بما في ذلك في الدول المعروفة برخص اليد العاملة فيها، وحتى لدى الحكومات التي تعتاش من ضرائب الطبقة العاملة. في الهند مثلا تستبدل البلديات العمال بدرونات. البلديات التي يفترض أن تعمل لمصلحة الناس وتمول نفسها من ضرائب الناس تستغني عن العمال قليلي الأجر وتستبدلهم بدرونات لأنها تعرف أن من الضروري ضغط النفقات، فالضرائب ستنخفض بسبب تسريح عمال القطاع الخاص واستبدالهم بدرونات.
وهكذا سيجد ملايين البشر أن صلاحيتهم كقوة عاملة على وشك الانتهاء، ومصيرهم مثل مصير أية علبة طعام انتهت صلاحيتها، سيتم الاستغناء عنهم ورميهم في سلة المهملات. سعيد الحظ بينهم سيموت بسرعة وبدون معاناة، الأغلبية منهم سيتحولون إلى سويلنت غرين يلتهمه تعساء الحظ الذين يبقون على قيد الحياة.
سينطبق هذا الكلام عليك أنت، قارئ هذا المقال، ولذلك قبل أن تغادر هذه الصفحة، تفقد تاريخ صلاحيتك، وحاول إطالته قدر الإمكان عبر معارضة استبدال عملك بروبوت أو درون.
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد